تعريف الغش في الإمتحانات :
يعرفه ( عمر بكيش،1979، ص2 ) : سلوك يهدف إلى تزييف الواقع لتحقيق كسب غير مشروع مادي أو معنوي أو إرضاء لحاجة نفسية .
ويعرفه ( زياد حمدان، 1986 ، ص2 ) : يتمثل الغش في الإختبارات بحصول التلميذ على الإجابة المطلوبة لسؤال ما بطرق غير مشروعة أوغير عادية أو بناءة لتعلمه ونموه الشخصي في الغالب ، كأن ينقلها من قرين له أو كتاب أو مذكرة أو أوراق خاصة عادية أو مصغرة أو من على مقعد أو على جدار بغرض تمرير المادة الدراسية دون اعتبار يذكر لتعلمها ، أو دون وعي بأهميتها لحياته ونموه ومستقبله .
وعرف في دراسة أجرتها ( جامعة الكويت، 1980 ) : محاولة الطالب غير المشروعة للحصول على معلومات يدونها في ورقة الإجابة لإيهام الأستاذ بأن ما كتبه في الورقة هو حصيلة العلم الذي استفاده خلال دراسته لهذه المادة .
ويطلق ( مصطفى التير،1980 ، ص16) سمة الغش على كل النشاطات غير المسموح بها في الإمتحانات للحصول على تقديرات جيدة أو تحقيق بعض المتطلبات
وتعرفه ( فضيلة، 2007 ) :
هو استخدام وسائل غير مشروعة للحصول على إجابات صحيحة ينقلها الطالب أو الطالبة من دون وجه حق فهو ضرب من السرقة والادعاء بل هو ضرب من الظلم والتزييف وهو إهدار لقيمة التكافؤ الفرص وهو عدوان صارخ على الأمانة والصدق والمجتمع كله وهو مرض تربوي يجب مقاومته بالقوانين المنظمة لكن الأهم هي السعي الجاد لتعديل المنظومة التربوية لطلبة يحاولون الغش للحصول على مجموع كبير أو تقدير كبير . (
www.alnoor )
ويلاحظ من التعاريف السابقة للغش في الإمتحانات مايلي :
1- سلوك يقوم به الطالب وهذا السلوك غير مشروع لا تبيحه القوانين ولا تجيزه الأعراف ومن ثم فهو يعتبر سلوكا غير مقبول اجتماعيا .
2- يقوم الطالب بهذا السلوك لتحقيق كسب أو فائدة لا يستحقها كمن يحقق لنفسه كسبا غير مشروع لايستحقه أصلا .
3- قد تتنوع الأساليب والطرق أو الحيل التي تتبع للقيام بهذا السلوك ( تعريف حمدان ) ، كما قد تتنوع أيضا المبررات والأساليب التي تدفع الفرد إلى لإتباعه وإن كانت كل هذه المبررات والأسباب تهدف إلى تحقيق بعض المتطلبات على النحو السالف ( تعريف التير ) .
حجم ظاهرة الغش في الإمتحانات :
إن ظاهرة الغش في الإمتحانات ، يعتبر سلوك منحف ، لأنه يناقض القيم الأساسية التي تقوم عليها العملية التربوية ، إّ أنه يمثل سلوكا خاطئا غير مقبول يجب على الطلاب تجنبه وعدم ارتكابه بأي صورة من الصور ، إلا أنه يلاحظ انتشاره حتى كاد يصبح سلوكاعاديا أو عاما لدى كثير من الطلاب ، فهو قد يشيع بصورة أو بأخرى بينهم سواء من جانب أولئك الطلاب ذوي التحصيل الدراسي العالي وذوي التحصيل الدراسي المنخفض ، حيث يلجأون إلى هذا السلوك إذا ما أتيحت لهم الفرصة لذلك ، وهذا على عكس ما هو مفروض من اتلطلاب الذين يتوقع منهم اتباع الطريق الصحيح لشق طريقهم خلال مراحل الدراسة .
ومما يجدر ذكره أن الطلاب لا يثابون عادة على أمانتهم ولكن يثابون على اجتيازهم للامتحانات ( مصطفى التير، 1980) بأي صورة من الصور مما قد يدفعهم لسبب أو آخر إلى محاولة تحقيق غاياتهم حتى ولو أدى بهم الأمر إلى اتباع سبل غير مشروعة ، وذلك بهدف الوصول إلى غاياتهم وتحقيق رغباتهم المتمثلة في اجتيازهم للامتحانات مهما كان السلوك الذي يتبعونه .
والدراسات التي أجريت في مجال الغش الدراسي حاولت غاليبتها قياس حجم ظاهرة الغش والإجابة على السؤال التالي هل أصبح الغش الدراسي يمثل ظاهرة عامة تستحق الدراسة ؟) ، وقد توصلت بالفعل كثير من هذه الدراسات إلى أن الغش المدرسي سلوك ينتشر بالفعل بين مختلف فئات الطلاب على اختلاف تنوعها سواء في مراحل التعليم العام ، أو لدى بعض الأطفال الصغار ، أو في مرحلة التعليم الجامعي ، وان انتشار هذا السلوك وتضخم حجم هذه الظاهرة أصبح يدعوا إلى القلق بما يحفزنا إلى البحث عن أساليب مناسبة للحد من حدوثها ، والتخفيف من آثارها .
ومن أمثلة الدراسات والبحوث التي أشارت إلى حجم ظاهرة الغش في الإمتحانات ما يلي :
1- أوضحت الدراسة التي أحرتها إدارة الخدمة النفسية / وزارة التربية والتعليم بدولة الكويت عام 1984 أن 90 % من طلاب عينة الدراسة يرون أن ظاهرة الغش في الإمتحانات منشرة ومتفشية بين الطلاب بشكل واضح .
2- توصل جابر عبدالحميد جابر وسليمان الخضري في دراستهما التي أجرياها عام 1980 إلى أن 82 % من طلاب عينة الدراسة ، و 69 % من طالباتها قد غشوا في الإمتحانات.
وإذا كان الغش منتشر بين الطلاب إلى هذا الحد المذكور أعلاه ، فإن السؤال الذي يحتاج إلى إجابة هو : لماذا يغش الطلاب في الإمتحانات ؟ وما هي الأسباب أو الدوافع التي تدفعهم إلى القيام بهذا السلوك غير المقبول رغم أن القانون يعاقب عليه ؟